الانسانية كلمة سمعنا عنها في صغرنا علمونا عنها الكثير في المدارس و الحصص الدينية , معنى الانسانية لغتا و اصطلاحا , مفهوم الانسانية في الدين قيم الانسانية .. الى غيرذلك. خلال مراحل مختلفة من طفولتنا . الى ان عندما كبرنا وجدنا ان للإنسانية معنى مختلف او بالاحرى لا وجود لها من الاساس مجرد كذبة لا غير.
وكيف لا و نحن نعيش في عالم و في عصر تشهد فيه الانسانية قمة الخذلان و التشوه في عصر اصبح الانسان و الانسانية لعبة في ايادي المرضى النفسيين . نحن الذين نعيش في عصر يعرف بعصر التطور التكنولوجي و الاقتصادي , والتطورفي جميع نواحي الحياة تقريبا , نبحث عن الانسانية كمن يبحث عن ابرة في كومة من القش . الانسانية في كل مراحل تطورها من القرن 1400 م الى يومنا هذا اين اصبحت تدرس في الجامعات بما تعرف بالعلوم الانسانية او بما يسمى بعصر النهضة الانسانية . الا ان قيم الانسانية تم تهميشها و تكديسها من بداية القرن ال19 اين قضت المصالح السياسية و الاقتصادية و الراس المالية على الانسانية و قيمها , القيم المتمثلة في الاخوة , الحب , التآزر والاخلاق . فكم من اناس ماتوا بسبب الحروب السياسية بدون ان تكون لها حاجة اصلا فقط لالتهاب الثروات كالنفط و الذهب الى ما غير ذلك تحت صمت العالم و قمع الانسانية , كم من أناس في هذا العالم يحتاجون الى المساعدة و يفتقرون الى اصغر الحاجات و الحقوق و مرفقات الحياة لا تمد لهم يد العون , و في المقابل في جهة اخرمن العالم تجد اناس يتباهون بتبذير الاموال على اشياء تافهة كان هذه الحياة خلقت لهم و لاجلهم فقط هذا من حقهم طبعا و من يستطيع لومهم , لكن اليس من قيم الانسانية التعاون و مد يد المساعدة لمن يستحق و يحتاجها .
الانسان الذي يعتبر من افضل خلق الله , الذي ميزه رب العالمين بالعقل و الضمير , أيعقل ان يكون بدون إنسانية اناني لأن بكل بساطة لايهمه ما يحصل في العالم من مجازر و نهب , تجارة بالبشر , العنصرية , الاستغلال البشري , المجاعات و الاوبئة فقط لأن هذا يحصل في بلد غير بلده او منطقة غير منطقته . فهل الانانية اخذت مكان الانسانية و اصبح الانسان انانيا , الانانية صفة من صفات الانسان هذا لا شك فيه لكن لا يجب ان تكون بهذا الشكل الموحش من طبيعة الانسان و العالم.
يقولون كذلك ان الانسانية اخلاق و مبادئ و قيم , مجموعة من مشاعر و احاسيس تميز الانسان عن الحيوان , في مقولة اعجبتني قرأتها لألبرت شفايترز قال فيها ان " الانسانية هي ان لا يتم التضحية بالانسان في سبيل الغاية " . وهذاعكس ما نراه في عصرنا هذا فإنه يتم التضحية بالانسان من اجل الغاية , واصبح العالم بدون اخلاق , ومبادئ تقوم على اساس المصالح الشخصية فقط . وهنا اجزم ان الانسانية اصبحت في عداد الانقراض فالكثيرون على قيد الحياة و القليلون على قيد الانسانية وهكذا اصبحت الانانية سيدة العرش هنا .
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك و رايك حول الموضوع و المقال