تعاني معظم الدول العربية من ازمة البطالة , بنسب كبيرة و متفاوتة من دولة الى اخر و الحلول للقضاء على هذه الازمة عالقة وتتزايد تعقيدا بمرور السنوات خاصة بعد ازمة كرونا التي أدت الى توقف نشاط العالم و تغيره كليا. وتعرف البطالة بانها عدم الحصول على فرصة العمل برغم من توفر القدرة عليه و مداومة البحث عنه , وهي ظاهرة اقتصادية تنتج عن اختلال التوازن في سوق العمل, وليس كل من لا يعمل يعد عاطلا عن العمل , الفرد يعد عاطلا عن العمل اذا كان عاكفا عن البحث عنه .
الشاب العربي العاطل العمل سواءا بحث عنه او لا في كلا الحالتين يعد "بطال" بالعامية ان صحى القول , ولأن أسباب انتشار ظاهرة البطالة في الدول العربية كثيرة منها توقف النمو الاقتصادي و تراجعه الى الوراء كذلك الافتقار الى الابتكار و الانتاجية وعدم استغلال يد العاملة استغلالا جيدا , أيضا عدم استغلال العقول المبتكرة و المنتجة . تختلف و تتعدد الأسباب من دولة الى خرى لكن النتيجة واحدة و هي ضياع الشباب.
بعد الانتهاء من الدراسة و التخرج و الحصول على شهادة جامعية او غيرها , يجد الشاب العربي(بنات و شباب ) نفسه داخل كابوس بعنوان لا يجود مكان شاغر في هذه الوظيفة او اترك لنا رقم هاتفك و تصل بك . و بمرور الوقت يصيب بالإحباط و الاكتئاب .
ثم يأتي الاستسلام للواقع المر , فيدور في دوامة الإحباط و الاكتئاب و تحطم الاحلام الفراغ المظلم الذي يحاول تعويضه او اشباعه بأشياء كثيرة كالإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي ,المسلسلات والأفلام التي لا تنتهي ,السهر, الخمول ,الكسل الشديد .
حتى في بعض الأحيان تصل الى الإدمان على المخدرات للهروب من الواقع المر . و لكي لا ندخل في هذه الدوامة المغلقة المظلمة . يجب تجديد الذات و تطويرها , و الابتعاد عن كل ما هو سلبي و تعويضه بكل ما هو إيجابي , خلق عادات جديدة لتعوض العادات السيئة تقوية الايمان . تعلم لغات جديدة , قراءة الكتب , دخول في جمعيات و تكوينات جديدة و الحصول على شهادات في تكوينات أخرى تحبها كالطبخ , الصيانة , الخياطة التصميم , الاعمال اليدوية , التجارة الالكترونية . أي الانفتاح حول أشياء جديدة والدخول في مجالات مختلفة نحبها او لطالما اردنا تجربتها .
اشياء يمكن فعلها لردع الأبواب امام هذه الدوامة المظلمة:
- القراءة: تساعد القراء الكتب سواءا الروائية او الدينية, كتب لتطوير الذات و التنمية البشرية على فتح افاق جديدة و معرفة نفسك اكثر و حتى معرفة اشياء جديدة على نفسك لم تكن تعرفها فيما مضى .
- وضع اهداف محددة : يجب وضع اهداف محددة و منظمة حسب الشهر او السنة شرط ان تكون هذه الاهداف تعمل على تطوير مقاوماتك المهنية مستقبلا .
- كسب مهارات جديدة : تعد كسب مهارات جديدة افضل طريقة لتطوير الذات و لاستغلال الوقت في اشياء مفيدة بدل من التي لا توجد جدوى منها و من بين المهارات الشائعة و التي ذكرنها سابقا مهارة الاعلام الالي , التسويق , التجارة الحرة , التصميم و الى غير ذلك من مهارات .
- كسب عادات جديدة : كسب عادات جديدة جيدة و تحسينها امر رائع و يزيد من الإنتاجية و الثقة في النفس تجدد الشغف استبدال العادات السيئة بالحسنات الجيدة امر جيد . يعاني معظم الشباب من الارق او العادات المتمثلة في السهر و مشاهدات الأفلام و المسلسلات الي ساعات متأخرة من الليل و بالتي النهوض المتأخر امر محتوم فيضيع النهار و الليل بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي و غير ذلك . فلماذا لا نبدل هذه العادة السيئة بعادة حسنة وهي النوم المبكر في ساعة محددة و النهوظ في ساعة مبكرة مثلا لصلاة الفجر و هكذا ربحنا عادتين النوم المبكر و النهوض المبكر أيضا صلاة الفجر . هذا مثال بسيط .
- التحدي: خلق التحدي مع نفسك امر جيد يفيدك و يحفزك على الاستمرار في مواصلة خلق عادات جيدة و المواظبة عليها مثلا التحدي لهذا الشهر هو النهوض على الساعة السادسة صباحا كثيرا ما نشاهد على اليوتيوب العربية او الأجنبية تحدي النهوظ على الساعة الخامسة صباحا او السادسة صباحا لمدة الشهر و هكذا حتى تجد نفسك اكتسبت العادات جديدة و جيدة .
- وضع خطة دقيقة لتحقيق اهدافك: ان تضع خطة و استراتيجية لتحقيق اهداف لكي تخطو خطة الى احلامك هو الامر الصحيح و الجميل وهذه الخطة تتضمن كل المهارات التي تريد كسبها و التي عليها ان تخدم هدفك الأكبر وهو حلمك .
- الانضباط: الانضباط هو أيضا مهارة و القليل من يكتسبها , يعتبر حرب تخوضها مع نفسك يا تربح يا تخسر و يقول "هال" في كتابه معجزة الصباح "الانضباط يخلق نمط الحياة " , الانضباط يخلق منك انسان اخر في حياة جديدة يجعلك ترى حياتك بوضوح .
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك و رايك حول الموضوع و المقال