القائمة الرئيسية

الصفحات

ما مدى وعي المجتمعات العربية بمرض الاكتئاب




حسب دراسات و استطلاعات أجرتها منظمة الصحة العالمية ان ازيد من 300 مليون شخص يعانون من  مرض  الاكتئاب (depression)  في مختلف دول العالم و منها دول العالم الثالث التي تعاني من المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و  حروب,  والتي ساهمت بشكل كبير  في انتشار المفزع لهذا المرض النفسي.  خاصة في الوطن العربي فان 18%  من الشعوب العربية تعاني من الاكتئاب ,  رغم ان هذه الدراسات  و الاستطلاعات  أقيمت فقط في بعض الدول و منها من تعاني من الحروب . الا ان هذه النسبة ليست مؤكدة فالكثير من مرضى الاكتئاب يعانون في صمت ولا يعترفون بمرضهم النفسي  خوفا من نظرة المجتمع المتشددة و السلبية .  فهل للشعوب العربية وعي كافي حول مرض الاكتئاب ؟ 

  • مفهوم الاكتئاب:

فالاكتئاب  مرض خبيث  مبتسم  يقتل صاحبه في صمت , يؤثر على الشعور و التفكير و سلوك المريض و يجعله عاجز عن فعل أي شيء ,  لا يشعر بطعم  او الهدف من وجوده في هذه الحياة  و يمكن ان يؤدي الامر الى الاضطرابات الجسدية و العاطفية الكثيرة .

الاكتئاب وتعريفه البسيط هو اضطراب مزاجي يسبب شعورا دائما بالحزن و فقدان الاهتمام بكل شيء. والشعور الدائم بالتوتر و القلق.
كما عرف في موسوعة علم النفس بانه موقف عاطفي او اتجاه انفعالي يتخذ في بعض الاحيان شكلا مرضيا واضحا وينطوي على شعور بالقصور و عدم الكفاية و الياس. الا ان مفهوم الاكتئاب او مصطلح الاكتئاب  ليس له مفهوم دقيق و علمي  يختلف من عالم لاخر .

  • اسبابه و اعراضه:

اما أسبابه و اعراضه الشائعة الكثيرة و المتنوعة  ,   من بين أسبابه;  الحالة الاجتماعية  كالطلاق و المرض مزمن , العنف الاسري , التنمر , التشدد الاجتماعي , ضعف الايمان  , التحرش , الإدمان . ضغوطات حياة..... الخ  .  كذلك التدهور الاقتصادي كالبطالة ,  ضعف المستوى المعيشي , غلاء الأسعار  .ضما  اعراضه العاطفية و الجسدية  حب العزلة ,  كره الذات و تجليدها ,  الاهتزاز النفسي من اتفه الأسباب  ,  الاعتزال , الألم المستمر في الراس و وجع في المعدة . الجسم المنهك ... الى غير ذلك من الاعراض المختلفة .

  • ما مدى وعي المجتمعات العربية  بمرض الاكتئاب:

بتنوع الأسباب و الاعراض  و كثرتها و اختلافها من شخص الى اخر, يبقى  مرض الاكتئاب مرض خطير و تتفاقم خطورته الى الانتحار و يبقى الحل الوحيد هو العلاج عند الاخصائي " طبيب الامراض النفسية  "  أي  العلاج الإكلينيكي بالأدوية وذلك  باتباع الطرق المختلفة و خطة مثالية للتقليل من  الكآبة والقلق .  الا ان هذا الحل شبه منعدم في الدول العربية , فبنظرهم الطبيب النفسي  عمله او تخصصه هو معالجة المجانين , و أي شخص يعالج عنده هو شخص "مجنون  " .  لذلك دائما ما يخفي الشخص المكتئب مرضه خوفا  من نظرة المجتمع المتشددة و السلبية  , فليس هناك انسان  يريد ان ينعت بالمجنون او المجنونة  .

فالمكتئب ليس شخص عادي تتغير سلوكياته و طباعته و مزاجه بين الحين و الاخر,  يصبح انسان محب للعزلة يشعر بالإحباط  المستمر و الحزن الشديد و العجز التام وفقدان  المستمر للشهية  . تقلب المزاج المتكرر ويمكن ان تتفاقم  للأسوء ,  خاصة اذا لم يجد البيئة المحيطة به متفهمة وواعية  تساعده على التخلص من هذا المرض النفسي  و الشفاء منه , الا ان هذا الامر قليلا ما نلاحظه . فالأمر اسوء بكثير في العائلات او المجتمعات  العربية ناقصة الوعى حول مرض الاكتئاب و غير متفهمة للأمر  و غير متعاونة في غالب الأحيان .

الانسان المكتئب الذي يعيش داخل عائلة و بيئة اجتماعية  غير واعية بالمرض النفسي  ( الاكتئاب,depression ) , و غيرها من الامراض النفسية المتنوعة لن تكون فترة العلاج سهلة له, و لن تفيده طرق العلاج  او الخطة التي قدمت له من المتخصص النفسي . سيجد صعوبة في التعايش مع الاضطرابات النفسية التي تلازمه كالانطواء و العزلة , القلق الشديد .  فداخل المجتمعات العربية  مصطلح الاكتئاب شبه منعدم , فان كنت شخصا مكتئب داخل عائلة عربية  عليك دائما ان تتظاهر بانك قوي و لا يعيبك شيء . فان اشتكيت من امر ما و قلت انا "مكتئب" مثلا اول شيء  يخطر على بالهم هو يا انك مجنون او لديك سحر ما , او  ضربت بعين من طرف  شخص ما حسدك على شيء بسيط اكتسبته . ستسمع ايضا "بان ما تقوله  تفاهات لا يوجد شيء كهذا فنحن مسلمين".  رغم ان مرض الاكتئاب في بعض الحالات متوارث  .لذلك دائما ما نجد الشخص المنتحر بسبب الاكتئاب لا يشك من شيء حتى اقرب الناس اليه سيقولون انه كان بصحة جيدة و لم يكن يشكي من اي شيء  . 

ان نقص الوعي و عدمه داخل المجتمعات العربية هو من يزيد الطين بلة . وعدم التفهم الذي يجده المكتئب داخل عائلته او الاشخاص المقربين اليه هو من يؤدي الى أمور اسوء كالانت/حار .





تعليقات

التنقل السريع