حرية التعبير الأمريكية " الديمقراطية "

يعتبر التنمر من اكثر المظاهر  انتشارا في العالم  ليس في السنوات الأخيرة فحسب بل منذ سنوات عديدة , و تعتبر الولايات المتحدة الامريكية من بين اكثر الدول التي عانت من ظاهرة التنمر و مازالت تعاني الى يومنا هذا , الا ان في السنوات الأخيرة انتشر الوعي حول التنمر بشكل كبير لذا اصبح من بين اكثر المصطلحات تداول في العالم و حساسية. 
يعرف التنمر بانه شكل من اشكال العنف  العدواني المتكرر الذي يمارس على الأشخاص  من قبل متمردين او من شخص قوي على شخص ضعيف  , عادة ما يمارس التنمر من طرف مجموعة اشخاص أقوياء او ذات سلطة على شخص يتسم بالهدوء و الانطواء ,  دائما  ما يمارس التنمر في المدارس كذلك العمل,  داخل المجتمع بحد ذاته و يمكن أحيانا داخل الاسرة .
و من اشكال التنمر العديدة نجد الأكثر انتشارا منها :

• التنمر المدرسي:  يعتبر التنمر المدرسي اكثر انتشارا في العالم , الذي يكون على شكل توجيه الفاظ ساخرة من الشكل او الملابس , الاحتقار, العنف ,  توجيه الانتقادات المتكررة رمي الأشياء على الوجه و الملابس و تصل في غالب الأحيان الى العنف الجسدي الخطير الذي قد يؤدي الى الموت أحيانا ,  أفادت منظمة  اليونسكو انه يتعرض  واحد من بين ثلاث طلاب للتنمر  على الأقل شهريا , وحسب احصائيات فان 144 دولة تعاني من التنمر المدرسي منها  اليابان , كوريا الجنوبية , الولايات المتحدة الامريكية. 

فالتنمر المدرسي  هو من اخطر أنواع و اشكال التنمر  لما يخلفه من مشاكل نفسية و خيمة للضحية  نتيجة لما يعانيه من الاحتقار و الإحساس بالإهانة  , كبت للمشاعر , الاكراه.  خاصة اذا كانت في مرحلة الطفولة او المراهقة لاعتبار هاتين المرحلتين  من اصعب المراحل و حساسية في مرحلة نمو الانسان العاطفي و الفكري و الجسدي .
كما راينا عدة حالات للضحايا التنمر في مختلف انحاء العالم و اخيرها قضية صربيا  التي اشعلت العالم و اصبح الضحية هو المجرم .

• التنمر داخل المجتمع : الى جانب التنمر المدرسي نجد التنمر داخل المجتمع الذي يعتبر من اخطار اشكال التنمر خاصة  انه يهدد امن البلد بالكامل  , و من اكثر الدول التي تعاني من التنمر داخل المجتمع هي الولايات المتحدة الامريكية . 

فالولايات المتحدة الامريكية عانت  من التنمر منذ الاف السنين  ضد ذو البشرة السمراء و مازالت تعاني الى يومنا هذا من هذه الظاهرة التي أدت الى حرب أهلية و مظاهرات وطنية في جميع انحاء البلاد  لوقف التنمر ضد ذو البشرة السمراء ,  فرغم ما تشهده الولايات المتحدة من التطور في جميع المجالات  حيث اصبح من اكبر الدول المتطورة في العالم التي تتسم بالانفتاح الثقافي و الفكري  الا انها مازالت تعاني  من ظاهرة التنمر.

• التنمر الديني و الثقافي :  التنمر الثقافي و الديني من بين اشكال التنمر التي دخلت على العالم حديثا ,  خاصة ضد الدين الإسلامي  و الثقافية العربية التي  شاهدت في السنوات الأخيرة حملة تنمر واسعة ضدها  ,  حيث لقب العرب بالإرهاب  و غيرها من الألقاب الساخرة للدين الإسلامي و الثقافة العربية .

• التنمر الوظيفي :    التنمر الوظيفي اكثر انتشارا في الدول المتطورة التي تستقبل لاجئين و المهاجرين كيد عاملة ,  وذلك من خلال معاملتهم بالاحتقار و الاستغلال الغير أخلاقي  كذلك  فرض القوة و الهيمنة عليهم و اعتبارهم  خدم لا غير , و يمارس التنمر الوظيفي من طرف الرئيس على المرؤوس كالمدير و الموظف البسيط و ذلك من خلال توجيه الأوامر باستخدام الفاظ غير لائقة,  عدم الاحترام  , عدم دفع الاجر الشهري او  تأجيله بدون سبب يذكر  أيضا الإهانة و الاحراج امام الزملاء , النعت بألفاظ ساخرة .

•  التنمر الاسري :   غالبا ما نرى التنمر داخل البيئة الاسرية لكن هذا لا يدل على عدم تواجده و لو بنسبة قليلة  و غالبا ما يكون السبب عدم الإفصاح عن الامر لما يسببه الامر من الخجل , الا ان التنمر الاسري يسبب مشاكل نفسية كبيرة كالصدمة النفسية و العاطفية خاصة في مرحلة الطفولة  , و بالتالي سينتج عنه مشاكل نفسية مستقبلا يصعب الشفاء منها.

التنمر ظاهرة منتشرة في جميع انحاء العالم الا ان قليلا من المجتمعات التي تدرك مخاطر و حساسية هذه الظاهرة لانتشار الوعي حول مخاطر  النفسية التي تتجلى عن التنمر من خلال الأفعال السيئة المتكررة التي يمارسها المتنمر على ضحيته لأثبات هيمنته على الاخرين  , الا ان حتى المتنمر يعتبر ضحية  فهو ضحية لمشاكله النفسية  التي يعززها من خلال التنمر على اشخاص اقل منه او الأضعف منه.