الصدمة العاطفية و تأثيرها على القوة الفكرية و العاطفية
مرحلة الطفولة كما عرفنها سابقا كيف تؤثر مرحلة الطفولة على النضج الفكري و العاطفي للإنسان ؟ , هي من اكثر المراحل حساسية و أهمية في بناء انسان بالغ سليم عاطفيا و فكريا وجسمانيا . فماذا لو تعرض في مرحلة طفولته لصدمة عاطفية مهما كان حجمها او قوتها , فكيف يمكن ان تؤثر على القوة الفكرية و العاطفية ؟
الصدمة العاطفية تأتي نتيجة تأثير سلبي لحدث غير متوقع في مرحلة ما من مراحل حياة, فالكثير من البشر حول العالم يعانون من الصدمات العاطفية , حسب استطلاعات أجرتها جامعات أمريكية ان اكثر من 70 بالمئة من البشر عانوا من الصدمة العاطفية .
اضطرابات ما بعد الصدمة العاطفية:
رغم ان تأثير الصدمات العاطفية يختلف من شخص الى اخر الا ان اضطرابات ما بعد الصدمة العاطفية تتواجد في معظم بشر العالم , التي تتمثل في الاكتئاب , النقص العاطفي , عدم الثقة بالنفس , تفضيل الغير على حساب الشخصي , التفكير السلبي , الاستسلام امام اصغر المواجهات , بالإضافة الى الاغتراب كما قد يصاب البعض بالإجهاد الحاد او الضغط النفسي الحاد . و يمكن ان تكون اضطرابات صحية كفقدان الشهية , فقر الدم, الصداع المتكرر و غيرها من امراض ممكن تشكل خطرا على حياة شخص يعاني من الصدمات العاطفية .تأثير الاضطرابات ما بعد الصدمة العاطفية على النمو العاطفي:
مما لا شك فيه ان الصدمة العاطفية التي تحدث للإنسان خاصة في مرحلة الطفولة تأثير سلبي و قوي على النمو العاطفي في مرحلة ما من مراحل حياته , خاصة في مرحلة المراهقة التي هي من اكثر المراحل حساسية و صعوبة .
الطفل الذي عاش في مرحلة طفولته صدمة عاطفية كالعنف الاسري , التحرش , الاغتصاب, التنمر المستمر و غيرها من الصدمات العاطفية , سيواجه بكل تأكيد صعوبات في ترتيب و معرفة مشاعره العاطفية . و بكل تأكيد سيعيش نقص عاطفي كبير ان لم يجد الرعاية المناسبة من البيئة المحيطة به , كذلك العلاج المناسب و التتبع المستمر , و من اثار الصدمات العاطفية على النمو العاطفي السليم نجد :
- النقص العاطفي الكبير : النقص العاطفي او الفراغ العاطفي يصاحبه دائما الاكتئاب الحاد او الاكتئاب المتكررة خلال فترات متباينة, كذلك التلذذ بأذية و جرح الذات , الياس و فقدان الامل , كما يصاحبه كره الذات و حب و تفضيل الغير على الحساب المصالح الشخصية , لعب دور الضحية المستمر في كل العلاقات .
- الاكتئاب الحاد: الاكتئاب الحاد مرض مزمن ما مدى وعي المجتمعات العربية بمرض الاكتئاب و غالبا ما يؤدي صاحبه الى الانتحار و العزلة الانطوائية ... الخ .
- الاغتراب : تعددت و اختلفت مفاهيم الاغتراب بين علماء النفس و غيرهم الا انهم اجمعوا على ان الاغتراب هو شيء مثل العزلة , الانطواء , البعد عن النشاطات المجتمع , العجز عن التكيف مع العالم الخارجي , عدم الإحساس بالذات و الشعور الدائم بعدم معرفة الذات او غريب عليها .
- الاجهاد النفسي الحاد: اعراضه تستمر الى قراب شهر ثم تختفي و تتمثل اعراضه في الشعور بالقلق و الضيق عند تذكر الحدث الذي تسبب في الصدمة العاطفية , التقلبات المزاجية سرعة الانفعال و غيرها .
- الكوابيس المتكررة : تكرر الكوابيس و الاحلام حول الحادثة التي سببت الصدمة العاطفية , الخوف من تكرر التجربة الحادثة المؤلمة .
تأثير الاضطرابات ما بعد الصدمة العاطفية على النمو الفكري:
- التشتت ونقص التركيز : من اكثر الاضطرابات تأثيرا على الانسان بعد الاكتئاب نجد نقص التركيز و التشتت المستمر , فالتركيز من اكثر العوامل أهمية لبناء عقل سليم و تفكير سليم و مستقبل افضل .
- التسريح المستمر داخل أحلام اليقظة : التسريح داخل أحلام اليقظة و بناء عالم خاص داخل العقل , العيش داخل هذا العالم و بناء محادثات و احداث هروبا من الواقع المر ومن مواجهات هذه الصدمات العاطفية.
- عدم القدرة على المواجهة : الشخص الذي يعاني من صدمة عاطفية لن يقدر على مواجهات الالام و صعوبات الحياة , يفضل دائما الهروب من الواقع و ذلك باستخدام طرق مختلفة التي ممكن ان تشكل خطرا على الحياة .
- الكسل و الخمول : الكسل الشديد و الخمول الدائم الذي يكون سببه غالبا الاكتئاب الذي ينتج عنه الياس و فقدان الامل في الحياة .
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك و رايك حول الموضوع و المقال