القائمة الرئيسية

الصفحات

المجتمع " البيئة الإجتماعية "




إذا عرفنا المجتمع تعريفا أكاديميا و علميا فعلم الإجتماع يعرف المجتمع بمجموعة أفراد يعيشون في نفس المنطقة المساحية لهم لهجة و لغة واحدة , تسيرهم نفس المعتقدات و الخصائص الثقافية و الحضارية حتى الدينية  . أما إذا عرفت مفهوم المجتمع حسب المنظور الشخصي  فهو مجموعة من افراد جمعتهم الرقعة الجغرافية عاشوا و تعايشوا مع بعضهم البعض تحكمهم العادات و التقاليد و تسيرهم المفاهيم و المعتقدات الموروثة من أجدادهم منذ الأزل يحكمون ويسيطرون على الأفراد تحت المسمى التقاليد و الدين , شرفه هو المرأة .

أما البيئة الإجتماعية هي المكان الذي تكبر وتبلور أفكارنا ومعتقداتنا و سلوكياتنا التي في أغلب الأحيان تكون موروثة , فمعظم الدول العربية تكون البيئة الإجتماعية فيها سامة تمتاز بالقيم و المبادئ المعطلة ولا تتقبل إختلاف الأجيال , نسبة الجهل فيها عالية تتبع الموروث دون دراسات و عدم مراعات اختلاف الزمن و العصر والأجيال  بإختصار البيئة الإجتماعية العربية هي بيئة اجتماعية  أبوية تتبع النظام الأبوي , لهذا نرى المجتمعات العربية في تراجع مستمر رغم التطور التكنولوجي و الإقتصادي الحاصل في العالم .

  ولهذا تعتبر البيئة الإجتماعية العربية بيئة سامة , نقصد هنا "البيئة السامة" بالبيئة المؤذية خاصة نفسيا و تقلل من جودة الحياة تأثر على طموحات الفرد وطبيعة  الحياة التي يريد أن يعيشها , تتحكم و تسيطر على المعتقدات و المبادئ الفرد ,  المحرم فيها أكثر من المباح . المجتمع السام يتحكم في القرارات الأفراد و تقوم على اختلافات وهمية لا أساس لها في الدين أو القانون كتزويج الأقارب , عدم تقبل فكرة  الدراسات للنساء و أن لهم حقوق كالرجل في التعليم و العمل و الأحلام , الزواج في سن معين محدد ....الخ . 

بالإضافة الى الصفات التي تتسم بها المجتمعات العربية بصفة عام بأنها مجتمعات نمامة و منافقة إن صح القول و التعبير , دعونا نفصل في شرح هتين الصفاتين "النمامة" و "المنافقة " ,  فكم من فتاة تجدها في كل لسان يصفها بأبشع الطرق , شرفها ملوث على جميع أطراف لسان البيئة الاجتماعية التي تعيش فيها لكنها صافية و نظيفة كالملاك , و كم  رجل أراد خطبة فتاة أحلامه لكنه تم مواجهته بالرفض لأن فلان تكلم عنه بالسوء رغم أن ذلك ليس صحيح  , و كم من أخ ع\نف أخته بسبب كلام تم تداوله بين الجيران يمس شرفها و شرف العائلة رغم أن ذلك ليس صحيح  . فالمجتمعات العربية بصفة عامة مجتمعات تقدس الخبيث و القوي و تأكل لحم الطيب و تنهشه , البيئة الإجتماعية العربية تنهش أفرادها و تأكل لحمها النيء تحتى مسمى العادات و التقاليد , لا ترحم الضعيف , فكم من عائلة حرمت أبنائها من تحقيق حلمهم خوفا من المجتمع الذي يعيش حياتك أكثر منك , إن لم تتزوج في العمر العشرين فأنت عانس إذا أنت عار على العائلة و المجتمع هل سألت نفسك كم من فتاة تزوجت شخصا لا يناسبها حتى لا تلقب بالعانس من المجتمع  , و كم من مرأة لا تستطيع تبني طفل لأنها لا تلد حتى لا يتم تجريح الطفل من طرف المجتمع , كم من رجل أراد خطبة فتاة التي يحلم بها لكن للأسف لا يستطيع لأن بكل بساطة المجتمع لا يتقبلها كالمطلقة أو الأرملة وغير ذلك من الحالات لو ذكرتها لن ينتهي هذا المقال .

لذلك كفاية خوف من المجتمع , فكل شخص عليه أن يعيش الحياة التي يريدها طالما لا تخالف الشريعة الإسلامية و القانون . و يجب انهاء تقديس المجتمعات و تحكمها بإستعمال الخوف تحت ذريعة العادات و التقاليد لتقييد الأفراد و حياتهم .






تعليقات

التنقل السريع