اليس من الغريب ان تشعر بالوحدة في هذا الزمن الذي انتشرت فيه ادوات التواصل كثيرة لا تعد ولاتحصى كمواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت العالم يبدو صغيرا , او تعيش بين افراد اسرتك التي تتكون من ابوين و خمسة اشقاء مثلا لكنك وحيد ؟
الوحدة ليس ان تكون وحيدا منعزلاعن العالم فالوحدة هي ان تعيش بين العالم لكنك وحيد , مقصي , منعزل عن من حولك كأنك محاط بجدار قوي لا احد يستطيع المرور الى داخله . فالوحدة ليست مرض نفسي لكن الحياة الصعبة و الصدمات النفسية هي سبب الوحدة لأن و بكل بساطة لاحد يستطيع فهمك حتى لو تمكنت من التواصل مع من حولك و بالتالي ستدرك ان العزلة افضل قرار , فالوحدة تؤدي الي العزلة و العزلة تؤدي الى بناء عالم خاص ومع مرور الوقت ستحب هذا العالم و يشعرك بالامان الى ان تنغمس داخله بدون رجعة . البعض يسميه الاكتئاب و البعض الاخر يسميه الانطوائية اما البعض الاخر يطلق عليه اسم الاكتفاء بالذات , لا تهم التسميات ولا الاسباب بقدر ما يهم الوضع و نتييجة هذه الوحدة فهناك من يحبها , فهي بالنسبة اليه افضل من هذا العالم المنافق , و البعض الاخر الوحدة بالنسبة اليه ليست اختيار فمهما حاول التواصل مع المجتمع ومع من حوله دائما ما يجد نفسه مقصيا مهمشا وجوده كعدمه . وهنا تكمن المشكلة الكبرى وهي ان تكون مهمشا من طرف العائلة او البيئة المحاطة بك و السبب في ذلك غالبا ما يكون نفسي له علاقة بصدمات الطفولة النفسية كالاهمال من طرف الاهل خاصة اهمال المشاعري , التنمر المدرسي , العنف الاسري التي غالبا ما تؤدي الى نقص الثقة بالنفس و غيرها من المشاكل النفسية الاخرى التي يجب مواجهتها وعلاجها لا محالة , و تجنب الهروب منها و الانطواء داخلها تحت غطاء الوحدة .
وهناك الصنف الاخر و هو صنف محبي الوحدة و الانعزال عن العالم يعيش داخل عالمه الخاص . يستمتع بوجوده مع نفسه و اجوائه الخاصة لديه حدود صغيرة جدا لا يقبل احد مهما كان ان يتجاوز هذه الحدود . اصدقائه غالبا لا يتجوز عددهم ثلاثة اصدقاء , عالمه محدود بين رغباته و هوياته . يكره الاماكن الاجتماعية فطاقته تستنزف داخل اماكن كهذه .
لا يعرف كيف يعبر عن مشاعره و لا يعبر في غالب الاحيان لأن بكل بساطة لا أحد يستطيع فهمه او استعاب مشاعره و افكاره , حساس في غالب الاحيان , تستطيع اسعاده بابسط الامور , بكل بساطة فالشخص الذي اختار الوحدة شخص راى ما يكفي من الخيبات و الانكسرات من هذا العالم .
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك و رايك حول الموضوع و المقال